الأخلاق

حتى الآن بلغت من العمر حوالى 24 سنة. قابلت في حياتي العديد من الناس … صاحبت العديد منهم

في هذه الرحلة غير الطويلة كنت أقيم الناس الذين أعرفهم و أضعهم في موازيني الشخصية ليس بإيمان مني بكمال شخصي الضعيف فأنا أعلم بضعف نفسي لولا أن يرحمني ربي بعطفه. و لم أكن باحثاً فيهم عن الكمال أو ما يقاربه بل كنت متعلماً من خيرهم و شرهم كفاكم الله الشر و ما جاوره

وجدت نفسي أحب أناساً و أكره آخرين. نعم, لن أنكر أني أكره البعض و ذلك الكره إنما ينبع من صفات لا أحب أن يتصفوا بها, منها التكبر و التعالي و حب النفس. منها الأنانية و الإعتزاز بالجنس مثلا, منها حب المال الشديد و البخل و الشح

أكره أن يعمل الإنسان لصالح نفسه فقط لا غير. أكره الحاقدين, أكره من يكيد لغيره و يحفر له الحفر أكره ذو الوجهين أكره أصحاب البرستيج و النرجسية الزائفة أكره كل الأخلاق الذميمة

أنظر معي لتلك المعارك المحتدمة في شوارع المرور, لا أحد يفسح للآخر , الكل يريد المرور أولا, تنافس شرس على التقدم في الطريق, سباب و شتائم, إدعاءات و غيبة و سلوكيات قبيحة

و لن أتحدث عن مافيا و عصابات رجال المرور أو الشرطة .. لن أتحدث عن الرشوة و التلصص و أخذ أموال الناس بالباطل

إنما يحدث كأنما نظام الغاب بل أشر من ذلك -هذا بفرض ان الشر نظام الغاب- القوي يأكل الضعيف و الضعيف يكيد للأضعف, الرحمة ليست في حسابات الكثيرين بل حساباتهم الدرهم و الدينار و نسوا أن رحمة ربك خير مما يجمعون

الذين جذبوا إنتباهي و كانوا قدوة حسنة لي في هذه الدنيا قلة -عن هذا الزمان أتحدث- كان أغلبهم من البسطاء و و الله العظيم إن هنالك أناساً أحبهم حباً شديداً و إني لأسر فقط حين أتذكرهم و يمر علي طيفهم و خيالهم

إني أحب هؤلاء البسطاء في عين المجتمع العظماء في نفسي .. إنهم إنما حصلوا على هذا القدر من الحب عندي لإستطاعتهم تحقيق شيء أحاول جاهداً  تحقيقه و قال فيه الرسول صلى الله عليه و سلم موصياً معاذ رضى الله عنه: “وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ”        …   نعم  إنها الأخلاق

23 مايو 2015 – السودان

أضف تعليق